شجرة محمد عز الدين
- معز عوض أبو القاسم
- 14 مارس 2022
- 1 دقائق قراءة
حين توفى الشاعر محمد محي الدين وأنا حبيس غربتي ، لم أجد من أعزيه غير أستاذي محمد عز الدين .. هاتفته من منفاي وبكيتُ معه فجيعة ود مدنى التي أصبحت ذات يومٍ ولم تجد محمد محي الدين . كانا سويا ، محمد محي الدين ومحمد عز الدين منارتان للثقافة والمعرفة بمدينة ود مدني .. رزق الله مدينة ود مدني هذين (المُحمَدين) لنتفاخر بهما ولنعلن بهما حياتنا الأدبية التي كانا سبباً رئيساً في نجاحها . كل العصافير التي انطلقت من ولاية الجزيرة ، كان عشها الأول بـ(شجرة محمد عز الدين) . لأن الهديل الأول كان عنده والغناء الأول كان هو معلمه وملهمه . كنا نهرع له ونحن محض فِراخٍ زغب الحواصلِ لم ينبت ريشنا بعد ، وكان جناحه الرحيم هو الملاذ الحاني لكل مثقفي ود مدني .. من دوحته انطلق الجميع ومنه تعلمنا أبجدية الشعر والحياة . ما ارتقى مبدعٌ من مبدعي ود مدني ، إلا وكان محمد عز الدين سلمه نحو المجد والسمو . حين يزور (حِمّيد) ود مدني ، كان يجلس بكل محبة تحت شجرته الوارفة . البارحة فقدت ود مدني ركنها الثاني بعد محمد محي الدين ، وهو الأستاذ والمربي و(الورّاق) الأجمل والأنبل (محمد عز الدين) بعد حادثِ حركةٍ ألزمه فراش مستشفى شرق النيل . ليُدفنَ بالحاج يوسف وبمقابر البنداري تحديداً حيث يرقد (حِمّيد) صديقه . حسدتُه على تلك النهاية الأجمل وذلك الوفاء الذي ألّف بين رفاتهم وجمعهم تحت ترابٍ واحد ليكتبا معاً تاريخنا القادم . لهما الرحمة والخلود . ولمدينة ود مدني فجيعةً تستنزف دمعها لما تبقى من حياة . اللهم أرحم محمد عز الدين وأجزه عنّا خيرَ ما جازيتَ نبياً عن أمته .

Comments