top of page
  • YouTube
  • Black Twitter Icon
  • Black Facebook Icon
  • Black Instagram Icon

ثرثرة عيد الميلاد

إلى : - صابر عوض Abubakr Anas Omer ذات المنافي وذات البلاد .. يتعاونان سوياً في قتلنا ومنحنا قبراً لا يليق بحبنا ولا خوفنا على ما مضى من وطن .. أن تكتب ، ذلك يعني أن تسكب روحك في وعاء الآخرين .. وأن تكتب ، ذلك يعني أن تمنع نفسك من حق التفكير في ما يخصك وتفكر في غيرك .. وأن تكتب ، ذلك يعني أن يلزمك شخصٌ ما داخلك بأن تتجرد منك ومن كل شيئٍ لا يمت للإنسانيةٍ بصلة .. أن تكتب ، يعني أن تحتضر .. أن تكتب ، يعني أن تموت .. وأن تكتب وأنت غريب عن بلدك ، يعني أن تضيف لخيباتك خيبات كل البشرية وتحملها على عاتق حرفك .. أن تكتب وأنت منفِي ، يعني أن ترى وطنك من خلف حبرك الذي لم يعد يعنيه في شيئ .. حبرك الذي لطالما خلطته بدمك ووهبته له ، أصبح من سقط المتاع .. حبرك بكامل هيبته ، أصبح لا يعني لك ولا لبلادك شيئاً .. طالما لن يعيدك إلى أدراجك مرةً أخرى ، في ذات الوقت التي تعود فيه العصافير إلى أعشاشها محملةً بقبلات صغارها التي تركتها على شفاهها صبيحة خروجها .. طالما لن يمنح طفل جائع خبزاً ودفئاً تنسيهم مرارة أيامهم ، في ذات الوقت الذي ينام فيه أطفال المترفين من لصوص شعبك وفي خزانة ملابسهم ما يكفي لسد عورة كل طفل محتاج . وفي مخازنهم قمحاً يكفي لصنع (قراصة) بحجم الشمس .. لطالما لن يعيد ذراعاً بترتها الحرب وقدماً قطعتها قذيفة إلى جسد جنديٍ عجوز أفنى حياته في خدمةِ كرسيٍ لملكٍ سواه ، في ذات الوقت الذي يتم فيه تكريم من فصلو وطنك وبتروه ومنحهم نوط الشجاعة والقدرة على هذا الجرم العظيم .. لطالما لن يمكنه محاكمة من نهبوا شعبك وشردوهم .. ولطالما لن يمكنه أن يكون صوتاً لمن لا صوت لهم .. وعيناً لمن فقأت بصيرتهم مصائب الحكم والحاكمين .. لا فائدة للـ(حبر) والـ(حرب) تنهي وتأمر في بلدك .. الحرب المفتعله والحرب التي أخذت أفضل شبابنا ورمت بأجسادهم في عراءٍ كانت ذات الأجساد يمكنها أن تعمّره خضرةً وثراء .. تلك الأجساد المبتورة ما أجملها وهي تحمل طبشورة وتعلم بها صغار النازحين .. وما أسمقها وهي (تطق) الهشاب أو (تقفِّز) النخيل .. وما أنضرها وهي (تلقّط) القطن أو (تكدّب) السمسم وما أطهرها وهي (تقطف) ثمرة باباي وحيدة تخاف من جحيم الحرب وما أصدقها وهي تصفق لبيتِ شعرٍ سَوِي .. أعلم أنها ثرثرة قد لاتعنيكم في شيئ ، ولكنها محاولة للتواصل مع وجعٍ هربت منه ملزماً ، فأتاني - أو سبقني - إلى هنا .. دعكما منه ، هي تقدمة أقحمت نفسها هنا كما أقحمتُ نفسي في هذا الجحيم .. لا عليكما ، فمن لطف السماء عليَّ أن منحتكما لي على طبقٍ من أخوة وكأن وجودكما في حياتي هو تعويض عما سألاقيه في هذي الحياة .. فشكراً لوجودكما معنا في كوكبٍ واحد .. وشكراً لأنكما صرتما بالنسبة لي أكثر من أخوة وأكثر من أصدقاء .. وحدي أنا أدري ما يعنيه لي ميلادكما ، ووحدي من يحب عليه شكر السماء إذ منحتكما لي في مجملٍ ما منحتني من جمالٍ وهو صيرورتي التي أعتز بها لأنكما جزء منها .. كل لحظةٍ وأنتما بخير ،، وأنتما بجانبي ،، وأنتما بداخلي في مقامٍ واحد لايفرق بين الأخ والصديق .. لهذا كان ميلادكما في ذات التأريخ ، ولهذا أحب يناير ، فما أسعد يناير بكما ، وما أسعدني بكما .. فشكراً لكما لأنكما منحتما هذا الشهر فضيلة أن يتعالى على باقي الشهور لأنه شهد صرختكما الأولى ..


 
 
 

Comments


معز عوض أبو القاسم

للتواصل مع الكاتب

00249922226537

السودان - ود مدني - العريباب

  • White Twitter Icon
  • White Facebook Icon
  • White Instagram Icon

© 2022 by MOIZ AWAD

bottom of page