top of page
  • YouTube
  • Black Twitter Icon
  • Black Facebook Icon
  • Black Instagram Icon

حميد داخل الميدان

مقال قديم لحظة تأهل منتخب صغار السودان في بطولة (جيم) لكرة القدم المدرسية للعام 2016م . ذات النصر وذات السعادة (ما شفتَ كيف دمع السواد لو بس فريق كورة انهزم ؟ يا كيف فريقك يا أب قدم والأنهدم هادي الوطن ده دموعو كم؟ يا كل طابات الكرة الأرضية يا مدبوغة دم مصبوغة بي ظلم الفتى الافريكي وأمريكي الحَكم)* * حِمّيد من قصيدة أرضاً سلاح .. للحقيقة ، لم أشاهد المباراة التي جعلتنا مرةً أخرى في الطليعة .. ولكن بعيداً عن تكرار الكلام والإشادة بأبطالنا الصغار ، سأتحدث عن هذا المقطع الذي صاغه الحبيب بعناية ودسَّ فيه بذكاء ألمنا وفرحتنا بإنتصارٍ ولو كان بسيط ليذكرنا بدموعٍ أنبل وأصدق .. المخاطب هنا بكلمة (شُفتَّ) هو حامل السلاح الذي ظل يناديه ويستجديه ليضع سلاحه جانباً ويفكر بزاويةٍ مختلفة للعدو المصطنع / الصديق المتنكر .. يذكره بشعبٍ رغم قوة شكيمته وبأسه يبكى كالأطفال أمام إنهزام فريقه في مباراة كرة قدم .. ولا ينسى في غمرة تذكيره بهذا الإنتماء الذي يُسيل دموع الرجال ، أن يلفت إنتباهه لـ(فريقه) وما الذي أعده من إنتماءٍ له .. فريقه/وطنه/قضيته وكأنه يريد أن يقول له " وماذا عن فريقك/وطنك/قضيتك ؟ .. ألن تبكي لإنهزامه ؟؟ ويذكره أكثر (والإنهدم هادى الوطن ، ده دموعو كم) ؟ أي دمعٍ يكفي للبكاء على خسارةٍ فقدان وطن بأكمله .. ثم يلتفت الحبيب حميد لقضايا أكبر وأعمق .. حيث تتراءى الكرة الأرضية أمامه في شكل (كرة قدم) مدبوغةً بدماء الأبرياء أينما كانو بإختلاف دياناتهم وثقافتهم وجنسياتهم .. و(الدبغ) يتم بعد عملية معقدة تتدخل فيها بكتريا وملح وعملية تحلل وتعفن يعاني فيه الجلد ما يعاني حتى يتحول من هيئتة التي كانت ترتديه إحدى الحيوانات في زهوٍ في إحدى غابات أفريقيا إلى جلدٍ رخيص يتدلى في يد إحدى نساء الليل في مدينةٍ متحضرة .. و(الدبغ) في هذه الكرة بدماء كل ضحايا الحروبات التي شهدها العالم ومصبوغةً بظلم الفتى الأفريقي بينما يقف (الحكَم) الأمريكي شاهداً وساخراً لا حاكماً عادلاً . . ويظل السؤال لماذا إختار الحبيب حميد أن يضرب مثلاً بكرة القدم ؟؟ الإجابة تكمن في دموع أولئك الصغار الذين علمونا كما كان يقول (نتعلم منكم أيها الصغار لأنكم أكثر صدقاً منا) .. ويظل الخوف عليهم قائماً (ماذا ستقدم لهم الدولة) ؟ وهل أزمة كرة القدم لدينا هي أزمة مواهب أم أزمة إنتماء ؟ وهل سيصيب أولئك الفتية تشوهات لاعبينا الكبار حين يكبرون وتصير كرة القدم وسيلة رزق أكثر من كونها رد جميل لمن يسهر باكياً بعد كل هزيمة ؟ شكراً لكم أيها الأبطال وأنتم تبكون إنابةً عن هزائمنا وخيباتنا المتلاحقه .. تلك الدموع التي سالت بطهرٍ على خدودكم كانت دموعاً كلفكم بسكبها الواقع السوداني الأليم .. من كثر ما أحزناكم وعودناكم على الهزائم ، صرتم تخافون من لحظةٍ فرحٍ صغيرة صنعتموها بعزيمتكم التي لا تقهر .. خروج : شكراً لله الذي جعلني أنتمي له ولهم .. و شكراً لكل من أوصلهم لهذا النصر ..


 
 
 

Comments


معز عوض أبو القاسم

للتواصل مع الكاتب

00249922226537

السودان - ود مدني - العريباب

  • White Twitter Icon
  • White Facebook Icon
  • White Instagram Icon

© 2022 by MOIZ AWAD

bottom of page