حِمّيد في الصف القدام
- معز عوض أبو القاسم
- 14 مارس 2022
- 2 دقائق قراءة
إلى الأخوة في تجمع المهنيّين السودانيين : أما قبل جاحدٌ من ينكر أن الحراك الذي يعم الشارع الآن لم يكن مُحرّكه الخفي (الشاعر محمد الحسن سالم حِمِّـيد) . وجاحدٌ من ينكر أن نواة التغيير الأولى والمطالبة بالحقوق والحريات قد سبقه عليها شاعرٌ آخر . وجاحدٌ من ينكر أن قصائد وشعارات حِمِّيــد لم تتسيَّد الصف الأمامي للثوار ولم تَقُدهم للخلاص . كل الحراك الذي يسود الآن دفع مهره حِمِّيــد في زمنٍ كان يرى فيه الآخرون أن من الغباء معاداة نظامٍ لا حوار معه سوى القتل والتعذيب . صمد حِمِّيــد حين سقط الآخرون وظل ينادي بالخلاص ويبشّر به في الوقت الذي ظل غيره من الشعراء أبواقاً للنظام والسلطان . كان يؤمن بأن الخلاص والتغيير لابد وأن يُنتزع إنتزاعاً عبر جيلٍ أحسن هو تربيتهم وظل يغذيهم بمفاهيمَ ثورية لم تكن مشاعةً حينها . راهن على أبناء السودان وراهن على قصائدة في قيادة الثورة وإشعال فتيلها ، وكسب الرهان بأولئك الأبطال الصغار الذين سطّروا في صفحات التاريخ دروسَ شعبٍ لا يُهزم . كان هو شهيدنا الأول وغنى لشهدائنا الآتيين حاثاً لهم على بذل دمائهم لخدمة قضيةٍ لم يتخلَّ عنها حتى رحيله . في نساء الثورة كنا نرى (السرة بت عوض الكريم) الذي بشّر بها ، وكنا نرى (فطين) وهي تضمد جراح الوطن السقيم . فتياتٌ في شراسة لم نعهدها ولم نكن نحلم بهذا وكنا نرى المرأة عورة ، وحده قال : (إيدين بِنيات الفريق إن داهم الحلّال خطر ، قادرات على شيل السلاح) . هو من منح مقاتلات الثورة هذه الشرعية وهذه الثورية التي تحليّنَ بها ونافسنّ بها الرجال . في الوقت الذي يئِسَ فيه الكثيرون من جدوى الكلمة ، وقف يقاتل ويوجهها في وجه السلطان رغم يقينه بمصيره وبمصير كل من يتفوه بحديث التغيير والحريات . كان يعلم جيداً أن قضيته لن تضيع طالما هنالك من يُنادي بها وطالما سيأتي هذا الجيل الذي خرق كل قوانين الركود وحمل رأية البلاد وسار بها نحو الخلاص . لمثلهم قال : (أصلو باكر ما بعيد) . لأنه يعلم أن هنالك من سيحقق تلك المطالب التي كان ينادي بها ويعلم أن الثمن الذي دفعه ، سيمهد لتغييرٍ لابد آتٍ . أنا لا أريد أن أثرثر هنا عنه ولا أن أعرّفكم من هو (محمد الحسن سالم حِمِّيـد) ، ولكن أريد أن ألفت إنتباهكم أن ذكراهُ التي ستحل في (العشرين من مارس) إن مرّت عليكم وعلى مواكبكم مروراً عادياً ، فأعلموا أن لا سمعَ ولا طاعةَ (لي) فيما تقولون . وإذا جحدتم فضله ، فهذا يضعكم في خانةٍ واحدة مع الذين نسوا دماء شهداء سبتمر ودماء الدكتور على فضل وغيرها من الدماء الطاهرة التي دُفعت عربوناً للخلاص . تجاهلكم لهذا التأريخ بالتحديد ، لن يغفره لكم الشعب السوداني . فلا تجعلوا الناسَ ينفضّون من حولكم بعد أن أفلحتم في جمعهم مستندينَ على قصائد المناضل الأول محمد الحسن سالم حِميد مع كامل إعترافي بنضال من سبقوه ، وبنضالكم . ملحوظة : مواكب العدالة التي تتحدثون عنها يوم الخميس ، كان قد كتب عنها حِمّـيد ونادى بها وحده منذ الثمانينات ولم يكن وقتها أكثركم يعلم شيئاً عن الحرية ولا كيف تُطلب . معز عوض أبو القاسم مرفق الجدول ليومي 20 و 21 مارس الأربعاء ٢٠ مارس: - يوم المبادرات الفردية والجماعية وأساليب المقاومة اللاعنفية. - يوم دعائي لموكب الخميس. الخميس ٢١ مارس: مواكب العدالة (شهداء الجنينة - اللاجئين والنازحين - مفصولي الصالح العام - متضرري السدود - العمال والمزارعين). #حميد_في_الصف_القدام #حميد_ولا_بقدر_يموت

Comments