أتراح الحول الرابع
- معز عوض أبو القاسم
- 14 مارس 2022
- 2 دقائق قراءة
(أتراح الحول الرابع) *يوم كنت بتسرّب دمومك للوطن ، كنا بنختك في الوريد ونداري غُبنك من زمن ماصدق إنك بي قلم ممكن براك تبني وتشيد وإنت المطارد في الشدر ، أغصانّا كانت تفتح أحضانا وتنبّه في العصافير تحتفل بي أشهي غايات النشيد على قدرِ ما استوردنا منك ها اليقين ، كنا بنصدرلك ظنون ووطن جريح وشكوك وخوف نديك قدر ما ادّانا الله من الهموم ، وتدّينا من خُضر الأماني الكلمه والفال البشاره الجايه لامن نستريح.. * على هامش الصور : أول مقابله بيني وبين الحبيب حميد - ود مدني - السينما الوطنية - ذكرى تأبين مصطفى سيد أحمد .. كانت المرة الأولى والأخيرة التي أدخل فيها السينما .. كان برفقة أبائي القدال وأزهري محمد علي .. لم أنم ليلتها من السعادة ، ما كنت أدرك أنه يمكن رؤيته بالعينِ المجردة وكنت أحسب - من فرط حبي له - أن الليالي لن تمنحني هذا الشرف .. لم أشأ أن أصافحه في بادئ الأمر .. كنت أرمقه من البعيد وأردد في داخلي في ذهول : (حميد كللللللو قدامي) .. لا أريد أن تنال يدي شرف أن تحتويه أولاً قبل حواسي كلها .. أردتُ أن أعانقه كاملاً وأن تنال بقية حواسي هذا الشرف أيضاً .. ترددت قليلاً وقلت هو لا يعرفني ، ولا يعرف حتى إذا كنت أحبه مثلهم أو أكثر .. تراجعت .. وحاولت الذهاب بدون مصافحته وبدون أن أتصور معه .. جبُنت .. لم أستطع .. ذهبت تجاهه وقلت له - بدون أن أصافحه وبعد نظرات غريبه لاحظها بإستغرابه الجميل - (خليك عارف حاجه واحده بس .. أقسم بالله مافي زول بريدك في العالم ده كلو أكتر مني لحدي قيام الساعه) وأنصرفت .. باغتني بعناقه الذي كنت أحلم به .. حسدتُ حواسي كلها عليه .. أريده لي فقط .. قال لي : (إنت منو يا شقي) ؟ .. لم أذكر شيئاً بعدها .. كل ما أذكره أنه كان أبي قبل أن ألتقيه وصار أبي وصديقي بعد أن التقيته ، وسيظل ..

Comments